من
كتاب سنة أولى سجن لمصطفى أمين
من
سوء حظ هذا البلد أن أغلب أصحاب النفوذ والسلطان فيه أنصاف متعلمين لم يقرأوا
التاريخ ؛ أو قرأوا الصفحات الأولى من كتب التاريخ ؛ ولم يقرأوا الخاتمة ؛ ولو
أنهم قرأوا خاتمة كتاب التاريخ لعرفوا أن لكل طغيان نهاية . ولكل استبداد آخر ؛
وأن الدنيا دوارة ؛ لا تستقر على حال ؛ ولو أنها كانت قد دامت لغيركم لما جاءت
اليكم
!
كل هذا يجهلونه لانهم لم يدرسوا التاريخ ؛ ولم يعلموا أن قصص الاستبداد تنتهى دائما بأن يجئ دور الجلاد فى المقصلة !
والذى يذهلنى أن المسجون السياسى المصرى كان يعامل فى عهد الانجليز أحسن مما يعامل فى عهد المصريين !
حدثنى الفريق عزيز المصرى باشا أنه عندما قبض عليه عام 1941 ووضع فى سجن مصر بتهمة محاولة الانضمام الى قوات العدو . كان حسين سرى باشا رئيس وزراء مصر وقتئذ والحاكم العسكرى ؛ فأصدر أمرا بان يصرف للمسجون عزيز المصرى عشرة جنيهات كل يوم مصاريف طعامه وملابسه وحاجاته ؛ وخصص له ضابط شرطة يقوم بخدمته فى السجن ! وانه كان يرسل الضابط كل صباح فى تاكسى ليشترى له افطارا من جروبى ويرسله فى الظهر ليشترى غداء من فندق سميراميس ويرسله فى العشاء ليشترى عشاء من فندق شيرد ! وكانت العشرة جنيهات فى تلك الأيام تساوى مائة جنيه اليوم _ 1975 _ وكان يبقى من مصروف اليوم مبالغ كبيرة .. كان عزيز باشا يشترى بها بذلة له ؛ او بذلة للضابط الذى يتولى حراستة !
وحدثنى الدكتور محمد حسين هيكل باشا انه سنة 1924 كان يرأس تحرير جريدة السياسة وكان يهاجم كل يوم سعد زغلول زعيم الأمة ورئيس الحكومة . وشكاه سعد الى النائب العام فوضعه فى السجن .
وسمح له رئيس الحكومة بان يشرف على تحرير جريدة السياسة من زنزانته فى السجن ويقابل المحررين ويصحح البروفات ؛ ويكتب وهو فى زنزانته فى السجن ؛ وكان الدكتور هيكل باشا يعتبر هذه المعاملة الطيبة اعتداء على الحرية !!!
مصطفى أمين
كتاب سنة اولى سجن
فصل اشجع الشجعان من يستطيع أن يصمت
صفحة 77
كل هذا يجهلونه لانهم لم يدرسوا التاريخ ؛ ولم يعلموا أن قصص الاستبداد تنتهى دائما بأن يجئ دور الجلاد فى المقصلة !
والذى يذهلنى أن المسجون السياسى المصرى كان يعامل فى عهد الانجليز أحسن مما يعامل فى عهد المصريين !
حدثنى الفريق عزيز المصرى باشا أنه عندما قبض عليه عام 1941 ووضع فى سجن مصر بتهمة محاولة الانضمام الى قوات العدو . كان حسين سرى باشا رئيس وزراء مصر وقتئذ والحاكم العسكرى ؛ فأصدر أمرا بان يصرف للمسجون عزيز المصرى عشرة جنيهات كل يوم مصاريف طعامه وملابسه وحاجاته ؛ وخصص له ضابط شرطة يقوم بخدمته فى السجن ! وانه كان يرسل الضابط كل صباح فى تاكسى ليشترى له افطارا من جروبى ويرسله فى الظهر ليشترى غداء من فندق سميراميس ويرسله فى العشاء ليشترى عشاء من فندق شيرد ! وكانت العشرة جنيهات فى تلك الأيام تساوى مائة جنيه اليوم _ 1975 _ وكان يبقى من مصروف اليوم مبالغ كبيرة .. كان عزيز باشا يشترى بها بذلة له ؛ او بذلة للضابط الذى يتولى حراستة !
وحدثنى الدكتور محمد حسين هيكل باشا انه سنة 1924 كان يرأس تحرير جريدة السياسة وكان يهاجم كل يوم سعد زغلول زعيم الأمة ورئيس الحكومة . وشكاه سعد الى النائب العام فوضعه فى السجن .
وسمح له رئيس الحكومة بان يشرف على تحرير جريدة السياسة من زنزانته فى السجن ويقابل المحررين ويصحح البروفات ؛ ويكتب وهو فى زنزانته فى السجن ؛ وكان الدكتور هيكل باشا يعتبر هذه المعاملة الطيبة اعتداء على الحرية !!!
مصطفى أمين
كتاب سنة اولى سجن
فصل اشجع الشجعان من يستطيع أن يصمت
صفحة 77
0 التعليقات:
إرسال تعليق