الخميس، 14 يونيو 2012

ديمقراطية الأحتلال وديكتاتورية المصريين!!!!!




من كتاب سنة أولى سجن لمصطفى أمين
من سوء حظ هذا البلد أن أغلب أصحاب النفوذ والسلطان فيه أنصاف متعلمين لم يقرأوا التاريخ ؛ أو قرأوا الصفحات الأولى من كتب التاريخ ؛ ولم يقرأوا الخاتمة ؛ ولو أنهم قرأوا خاتمة كتاب التاريخ لعرفوا أن لكل طغيان نهاية . ولكل استبداد آخر ؛ وأن الدنيا دوارة ؛ لا تستقر على حال ؛ ولو أنها كانت قد دامت لغيركم لما جاءت اليكم !
كل هذا يجهلونه لانهم لم يدرسوا التاريخ ؛ ولم يعلموا أن قصص الاستبداد تنتهى دائما بأن يجئ دور الجلاد فى المقصلة !
والذى يذهلنى أن المسجون السياسى المصرى كان يعامل فى عهد الانجليز أحسن مما يعامل فى عهد المصريين !
حدثنى الفريق عزيز المصرى باشا أنه عندما قبض عليه عام 1941 ووضع فى سجن مصر بتهمة محاولة الانضمام الى قوات العدو . كان حسين سرى باشا رئيس وزراء مصر وقتئذ والحاكم العسكرى ؛ فأصدر أمرا بان يصرف للمسجون عزيز المصرى عشرة جنيهات كل يوم مصاريف طعامه وملابسه وحاجاته ؛ وخصص له ضابط شرطة يقوم بخدمته فى السجن ! وانه كان يرسل الضابط كل صباح فى تاكسى ليشترى له افطارا من جروبى ويرسله فى الظهر ليشترى غداء من فندق سميراميس ويرسله فى العشاء ليشترى عشاء من فندق شيرد ! وكانت العشرة جنيهات فى تلك الأيام تساوى مائة جنيه اليوم _ 1975 _ وكان يبقى من مصروف اليوم مبالغ كبيرة .. كان عزيز باشا يشترى بها بذلة له ؛ او بذلة للضابط الذى يتولى حراستة !
وحدثنى الدكتور محمد حسين هيكل باشا انه سنة 1924 كان يرأس تحرير جريدة السياسة وكان يهاجم كل يوم سعد زغلول زعيم الأمة ورئيس الحكومة . وشكاه سعد الى النائب العام فوضعه فى السجن .
وسمح له رئيس الحكومة بان يشرف على تحرير جريدة السياسة من زنزانته فى السجن ويقابل المحررين ويصحح البروفات ؛ ويكتب وهو فى زنزانته فى السجن ؛ وكان الدكتور هيكل باشا يعتبر هذه المعاملة الطيبة اعتداء على الحرية !!!
مصطفى أمين
كتاب سنة اولى سجن
فصل اشجع الشجعان من يستطيع أن يصمت
صفحة 77

0 التعليقات:

إرسال تعليق