الخميس، 14 يونيو 2012

لماذا انسحب عطية من حملة شفيق؟


الكاتب عمر طاهر

محمد عطية شاب إسكندرانى ثورى له تجربة أراها جديرة بالاهتمام والقراءة بتمعُّن، عطية كان أمينا جدا مع نفسه وهو يخبرنى بالتفاصيل، وكانت شجاعته الأدبية وثقته بنفسه محل تقدير وهو يحاول أن يعالج ما اكتشف أنه خطأ بمرور الوقت.
عطية الذى شارك فى الـ18 يوما من أيام الثورة تبدأ قصته بالعاطفة، وتنتهى بتحكيم الضمير الوطنى، أما العاطفة فكانت فى أزهى صورها فى أعقاب لقاء الفريق شفيق والدكتور علاء الأسوانى الذى انتهى بتقديم شفيق استقالته. يقول عطية: اتعاطفت معاه وعملت جروب عَ الـ«فيسبوك» كان اسمه «تكريم الرجل المحترم أحمد شفيق»، كان كل هدفى وقتها إنى أكرّمه مش أكتر.. خصوصا إنى كنت شايف إنه مالهوش ذنب فى موقعة الجمل لأنه كان لسّه ماسك، ودخلت نمت صحيت لاقيت الجروب فيه خمسين ألف شخص، المهم عملت دعوات لتكريم شفيق ونجحت، بعدها بدأ الموضوع يكبر أكتر واكتر والناس تطالبنى كأدمن للجروب بإنى أطالب شفيق بالترشح للرئاسة، أنا طبعا كنت مستبعِد الموضوع على خلفية إن الناس مشوِّهاه رئيس وزرا يبقى رئيس ازاى! بس قلت مش مهم أحاول يمكن.. وكان فِ الوقت دا العاطفة متحكمة فيّا جدا، عملت فعلا اجتماعات بالناس وكوّنت فريق عمل فِ اسكندرية.. إيه هدفه لحد دلوقت ماعرفش؟! وكل مرة كان العدد فِ الاجتماعات بيزيد».
كان هناك من يرصد هذه التحركات وفى لحظة ما قرر أن يستثمرها، يقول عطية «وانا فِ اجتماع منهم جالى تليفون من حد قالى إنه مستعد يدّينى رقم شفيق ويخلّينى أقابله.. سألته إنت مين؟ ماقالش، بس عرفت بعد كده إنه زوج ابنة أحد المسؤولين.. بعدها سافرت القاهرة وعملت اجتماعات بناس من القاهرة وبعدها بيومين أخدت معاد مع شفيق.. وكان معايا فِ الاجتماع ده واحد بس من الناس اللى قابلتهم فِ اللقاءات كان اسمه (…) ضابط شرطة، رُحت لشفيق فِ بيته الساعة عشرة الصبح ودخلت.. مقابلة لطيفة جدا وقدم لى الشاى بنفسه، كان معايا أسئلة من كل الناس اللى قابلتهم عن موقعة الجمل، قال لى «أنا كنت متعهد للناس برقبتى إن ماحدش يمسّهم وحذّرت الشرطة العسكرية»، وقال لى إن اللى عمل كده الحزب الوطنى والعيلتين بتوع نزلة السمان وأحد قُدامى الوزراء ذكره بالاسم، قلت له الناس عاوزاك تترشح رئيس، ضحك، وقال لى لما اشوف الساحة عاملة ازاى ومين نازل وبعدين مش حينفع أنزل غير لما الناس تبقى عاوزانى، قلت له ونعرف ازاى إن الناس عاوزاك، قال لى بمطالبات جماهيرية، بتوقيعات، قلت له خلاص أجمع لك توكيلات».
وبدأت رحلة عطية فى دعم شفيق، يقول «وبدأت أجمع فى التوكيلات من الإسكندرية وجمعت له من الجمهورية كلها أكتر من 300 ألف توقيع بمساعدة لجان اتجمّعت من خلالى، بعدها نسّقت مع ناس من محافطات تانية واتجمّع حاجة فِ الوقت ده كان اسمها (اللجنة التنسيقية العامة للفريق أحمد شفيق)، وجمعنا توكيلات كتير، بعدها بفترة وجدت أحد أقارب الفريق شفيق (…) عمره ما كان فى الصورة، بينطّ فى الموضوع، استغربته جدا خصوصا إنه بدأ يكلفنى بمهمات كتيرة مثل التنسيق مع مجموعات أخرى وغيرها، وكان بيتدخل فِ كل كبيرة وصغيرة وحاشر نفسه.. أنا قلت إيه ده بقى حنلاقى جمال مبارك تانى ولّا إيه؟، سجلت اعتراضى على حالة التوريث المبكر دى، لكن لقيت الرد عليه مش مقنع، لدرجة إن قناة الـ(بى بى سى) عملت حوار مع الفريق، وبعد الحوار تدخل هذا القريب ومن حوله فى منع إذاعته، والسبب أن شفيق قال حاجات ماينفعش إنها تتذاع، سألت نفسى إزاى الفريق بيقول حاجت ماينفعش تتقال؟ وازاى لما يقولها يمنعها الشخص ده؟ وازاى للدرجة دى له كلمة على رئيس محتمل؟ ولما أعلنت رفضى للموقف الدنيا هاجت عليّا من هذا الشخص وغيره».
ثم بدأت الأمور تتضح أكثر أمام عطية، يقول «فى الوقت اللى كان الفريق فيه بيقول فى كل لقاء إنه مش مستعد للترشح كانت الحملة شغالة بأقصى طاقتها.. مابقتش عارف أصدق مين، ثم بدأ رجال الحزب الوطنى يظهروا فى الصورة، كانوا رجال الحزب الوطنى معتبرنّى واحد منهم فكانوا واخدين راحتهم معايا، بيعرضوا فلوس أى فلوس أنا عاوزها وبيعرضوا أوتوبيسات عشان تودّى الناس عند بيت شفيق فِ الكام مرة اللى كان بيروح له فيها ناس وبيعرضوا مقرات فِ إسكندرية ليّا وفِ القاهرة وغيرها للى أنا أختارهم».
هنا بدأ محمد عطية ينزعج، يقول «شبه توريث، وحزب وطنى بكامل قوته، وديكتاتورية، ده غير ناس من حملة عمر سليمان دخلت الحملة، بخلاف ملاحظات شخصية كثيرة على شفيق نفسه، كل ده واحنا لسه على البر؟!، أخذت موقف مضاد لكل اللى بيحصل، ووصلت الأخبار للصحافة، وكتبت جريدة (الشروق) عن أنباء حول خلافات فى حملة شفيق، ودى كانت خلافاتى معاهم، كان الضغط النفسى من اللى الواحد بيشوفه مرهق جدا، فابتعدت تماما عن الصورة وعندما اقتربت الانتخابات وقررت دعم أحد المرشحين المحسوبين على الثورة فكرت فى استغلال الصفحة للدعاية له، لكننى تراجعت خوفا من أن تؤذيه فكرة أن صفحة سابقة لشفيق تؤيده، فقمت بإغلاق الصفحة نهائيا، لكن الأمر لم ينته فما زال الشخص القريب من شفيق يتوعّدنى خصوصا أنى أعرف الكثير بحكم وجودى فى التجربة من الأول، التهديد مش هو اللى خلانى أحكى لك، لكن حكاية اتهامه للإخوان بالباطل فى موقعة الجمل استفزتنى، خصوصا إنه قال لى قبل كده بالاسم مين اللى وراها، وكمان عشان أريح ضميرى لأنى حاسس إنى السبب فى إن شفيق يرشح نفسه أصلا».

0 التعليقات:

إرسال تعليق